مساحة العمل المشتركة.. سمة العمل الحديث بأقل التكاليف وبمزايا قياسية
- يونيو 22, 2022
- 0 Comments
مساحة العمل المشتركة.. سمة العمل الحديث بأقل التكاليف وبمزايا قياسية
سرعان ما برزت مساحة العمل المشتركة أو التشاركية (coworking space) حول العالم بفضل ما توفره من مميزات هائلة وتكاليف أقل تحقق الأهداف المرجوة وتتيح فرص الارتقاء بالحد الأدنى من المخاطر.
فضلا عن ذلك فإن مساحة العمل المشتركة توفر مزايا نفسية عبر كسر الروتين إذ أن مكاتبها ليست مجرد مكاتب تقليدية عادية باعتبار أن من يعملون في هذه المكاتب من شركات مختلفة ولا يعملون في مشروع واحد ولا تربطهم روابط سوى أنهم يعملون في المكان نفسه.
والهدف الأساسي من مساحة العمل المشتركة تقليل كلفة استئجار مكاتب بالإضافة إلى تواجد المرء مع أشخاص يعملون حوله للحصول على دعم نفسي أو مهني تمامًا مثلما يحصل المرء على دعم من زملاء العمل.
وبفضل ما توفرها من مزايا عديدة فإن مساحات العمل المشتركة تحقق معدلات انتشار قياسية حول العالم، إذ تظهر دراسات متخصصة أنه من المتوقع في العام 2022 أن تتوفر أكثر من 30 ألف مساحة عمل تشاركية يعمل فيها أكثر من خمسة ملايين شخص حول العالم.
وبحسب شركة coworker يتنوع مستخدمو مساحات العمل المشتركة بين: شركات ناشئة 27,12%، موظفين عن بعد 13,17%، شركات صغيرة أو متوسطة 37,93%، مستقلين 16,61%، شركات كبيرة 2,35%، رحالة رقميون 2,82%.
وكل هذه الفئات تستخدم مساحة العمل التشاركية لأغراض متعددة يستفيدون من سلسلة خدمات منها فضلا عن توفير المساحة خدمات الإنترنت والطباعة والنسخ والمسح الضوئي (السكان) بالإضافة إلى المشروبات أو الطعام، وبعضها الآخر خدمات استشارية لتجعل من مساحات العمل المشتركة مكانا مثاليا تتوفر فيه كل الخدمات التي تحتاجها أثناء العمل أو الدراسة.
وبالنسبة للعاملين لحسابهم الخاص، قد لا يكون العمل من المنزل بديلاً جيداً دائماً لأنه قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة أو الإلهاء أو كليهما، إذ أن الأشخاص الذين يُشعِرُهم العمل بهذا الشكل بالوحدة يفتقدون التفاعل الاجتماعي والانضباط الذي يُميز مكان العمل، كما يُسهل مكان العمل وضع حدود بين وقت العمل والوقت الخاص أيضاً.
وبدون شك، تتوفر العديد من العوامل المجتمعة معاً – منها اجتماعية وثقافية واقتصادية – التي تصب في صالح العمل التشاركي وهو ما يعزز من أهميته وفرص انتشاره أكثر.
كما أن الأمر المميز الآخر والذي يذكره كثير من الأشخاص الذين خاضوا تجربة العمل في المساحات التشاركية هو فرصة التشبيكك (networking) مع أشخاص آخرين للتعاون معهم أو لتبادل الأفكار أو حتى الحصول على تشجيع منهم إلى جانب فرصة تكوين صداقات خاصة جديدة.
وبطبيعة الحال، يمكن للمرء استئجار إحدى طاولات الكتابة، ومد جذوره والتحول إلى مقيم ثابت هناك، أو يمكنك ببساطة أن تكون “بدوياً”، وتأتي للمكتب حسبما تريد. وبوسعك حتى أن تزور المكان مرة في الشهر وتدفع مقابل هذا اليوم فقط.
وفي أماكن كهذه، سيكون من الصعب العثور على زملاء يتشاحنون مع بعضهم البعض، كما تتسم أجواء العمل بالتوافق، ربما لأننا لسنا في حالة تنافس كما قد يكون بعض الزملاء. وفي حين قد تبدو هذه الأجواء “شديدة الهدوء” للبعض، إلا أنها أشبه بالجنة للعاملين مثلا في مجال الكتابة، أو أشخاص آخرين كالمبرمجين ومطوري البرامج.
علاوة على ما سبق، تُقام هناك أيضاً أحداث تهدف إلى جَمع المهنيين من ذوي الآراء المُتماثلة الذين ينتمون إلى مساحات عمل مشتركة أخرى، وأشخاص آخرين قد يكونوا مهتمين بذلك. وقد تحولت هذه الفضاءات إلى قنوات حضرية مهمة تتوفر على إمكانات للإبداع والابتكار.
يبقي الإشارة إلى أن العديد من الشركات الكبيرة حول العالم بدأت تدرك أهمية مساحة العمل التشاركي، إذ يُمكن لترتيبات العمل المَرنة أن تقلل من التكاليف، وتؤدي إلى استخدام أكثر كفاءة للفضاءات وإلى موظفين أكثر إنتاجية. وذلك تجد العديد من الشركات تدرس توسيع شبكاتها الخارجية والاستفادة من خبرات الآخرين من خلال توفيرها هي أيضاً لمساحات مشتركة للعاملين.
© 2022 Lego Spaces. All Rights Reserved.
Leave a Comment